العمل حياة


العمل حياة

الحمد لله المبدئ المعيد ، القائم على كل نفس بما كسبت وهو الحميد المجيد ، يحيي ويميت وإليه المصير يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويفعل ما يريد
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين ، أما بعد :
فإن الله سبحانه وتعالى لما خلق الأرض وبارك فيها ، وقدّر فيها أقواتها وأودع في بطنها وعلى ظهرها البركات المدخورة والخيرات المنشورة ما يعيش به الناس ويحيون الحياة الطيبة ، خلق الإنسان كي يعيش ويعمر الأرض ويستغل خيراتها ويستخرج كنوزها ويعبد الله عليها وجعل في طبيعته حب العمل والسعي 0
والعمل استجابة لأمر الله فكل إنسان في المجتمع تطالبه شريعة الله بالعمل الصالح وبالمشي في الأرض لكسب الرزق في إطار قدرته وخبراته وقد أودع الله في الكون موارد الثروة ، وأودع في الإنسان طاقة العمل الجاد ، والفكر المنتج ، وأمره أن يعمل ويعمر الكون وفق إرشاده الحكيم ، وأن يستخرج الثروات فترتقي الأمة وتتقدم حضارتها 0
والعمل مرتبط بالإيمان في كثير من الآيات ، وبه تتحقق العبودية لله سبحانه وتعالى التي من أجلها خلق  الإنس والجن وبه يتم معنى الخلافة في الأرض بإعمارها وإصلاحها وإفراد الله بالعبادة عليها ، وبه تتحقق سعادة الأفراد والجماعة ويحصل الخير للمجتمعات ويبذل الجهد والعمل الصالح حتى تكون الدنيا مزرعة للآخرة 0
وقيمة العمل في الإسلام مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالآخرة حيث أن الأخلاق هي التي توجه العمل الوجهة الصحيحة 0 فتقيد العمل بالصلاح والإتقان وتقيد العامل بالإخلاص والمراقبة الداخلية والصبر والمصابرة وخشية الله والتوكل عليه 0
ولا يقتصر العمل في الإسلام على عمارة الأرض بالنفع المادي فحسب ، بل يسمو إلى مافوق ذلك بكثير ألا وهو الحصول على رضى الله سبحانه وتعالى والنجاة في الآخرة 0
وقد اقتضت حكمة الله أن ضروريات الحياة لايمكن أن يحصل عليها الإنسان  إلا بالسعي والحركة ، ولهذا فإن أهم شيء تقوم عليه الحياة هو العمل ، فلا يمكن أن تقوم حياة بغير عمل ، فالعمل مصدر الحياة الإنسانية وسر عظمتها0







وسنتطرق في محاضرتنا عن قيمة العمل في الإسلام إلى المحاور الآتية :
أولاً : تعريف العمل وأهميته في القرآن والسنة 0
ثانياً : الأنبياء عليهم السلام والعمل.
ثالثاً : كيف يكون العمل عبادة0
رابعاً : ضوابط العمل في الإسلام 0
خامساً : ضوابط تتعلق بالعامل.

تعريف العمل :
العمل بمفهومه الواسع كل جهد يبذله الإنسان سواء كان ماديا أو معنويا ، فكريا أو جسديا ، متصلا بشؤون الدنيا أو بشؤون الآخرة.
أهمية العمل في القرآن والسنة :-
أعلى القرآن الكريم شأن العمل ورفع قيمته وربط به كرامة الإنسان ، وجعله فريضة من فرائضه ، يتجلى ذلك في الآيات الكثيرة التي تناولت العمل في مفهومه وطبيعته وأهدافه ، وقد تكررت كلمة العمل واشتقاقاتها في القرآن الكريم (359) مرة ومعها كلمة السعي 30 مرة وكلمة الكسب 67 مرة ، وهاتان الأخيرتان تردان في الغالب بمعنى العمل وفق السياقات اللغوية والبلاغية للقرآن الكريم ( المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) وسنذكر عدة مظاهر لعناية القرآن الكريم واهتمامه بالعمل :-

ـ  منها الآيات الدالة على تذليل الأرض بحيث تكون ملائمة لسعي الإنسان وانتشاره فيها بل تمكينه من السيطرة عليها وتسخيرها لخدمته )هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ(0سورة تبارك آية 15.

-   وكذلك من مظاهر عناية القرآن الكريم بالعمل الآيات الدالة على تعاقب الليل والنهار، لتوفير الظروف الملائمة للسعي والعمل قال تعالى : - )وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( سورة القصص 73
فالليل سكينة وراحة ، والنهار نشاط وعمل والحياة تحتاج إلى فترة الليل لتجدد ما تفقده من الطاقة في نشاط النهار 0
-          ومن مظاهر الاهتمام أيضاً الآيات التي تحث على العمل حتى أثناء أداء بعض فروض العبادة كالحج قال تعالى ) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ(  سورة البقرة  آية 198.
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسير الآية ( ليس عليكم أيها المؤمنون جناح في التماس رزق الله سبحانه وتعالى بالتجارة ، وأن هذه الآية نزلت في قوم كانوا لا يرون أن يتجروا إذا أحرموا يلتمسون البر بذلك فأعلمهم جل ثناؤه أن لا بر في ذلك وأن لهم التماس فضله بالبيع والشراء) 0
وقد سمى الله سبحانه وتعالى البيع والشراء ابتغاء من فضله ، ليشعر من يزاولها أنه يبتغي من فضل الله حين يتجر وحين يعمل بأجر وحين يطلب الرزق إذ أنه لا يرزق نفسه ، إنما يطلب من فضل الله 0
وكما دلت آيات القرآن الكريم على أهمية العمل ، فقد دلت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك على أهميته وفضله قال النبي r :( ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ) رواه البخاري.
والحكمة من تخصيص داود بالذكر أن اقتصاره في أكله على ما يعمله بيده لم يكن من الحاجة ، لأنه كان خليفة في الأرض كما قال تعالى :) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ ( سورة ص آية 26
وإنما ابتغى الأكل من طريق الأفضل ، ولهذا أورد النبي r قصته في مقام الاحتجاج بها على ما قدمه من أن خير الكسب عمل اليد 0
-        ومن مظاهر عناية السنة بالعمل أنها عدت السعي في طلب الرزق  عبادة, لأن معنى العبادة في الإسلام لا يقتصر على العبادات المفروضة كالصوم والصلاة ، بل تشمل جميع أعمال المرء 0 كما في الحديث الذي رواه كعب بن عجرة رضي الله عنه قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه فقالوا : يا رسول الله لوكان هذا في سبيل الله ؟ قال r : ( إن كان خرج يسعى على ولده صغاراً فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على أبويه شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان ) صحيح الجامع.

الأنبياء عليهم السلام والعمل :-
بينت كثير من آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم قيمة العمل، وأثره في حياة الناس ، وأنه شرف للإنسان وسبيل للكسب الحلال ، ووصفت الأنبياء عليهم السلام بأنهم  ذوو حرف وصناعات برغم مسؤولياتهم العظيمة فقد كانوا يعتمدون على عملهم في تحصيل رزقهم ومعاشهم ويمشون في الأسواق كغيرهم من الأفراد ، والله قادر على أن يغنيهم عن ذلك قال تعالى : )وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (سورة الفرقان آية 7
وقد ذكر القرآن الكريم أن بعض الأنبياء اشتغلوا بالأعمال المهنية وهذا يدل على شرف العمل وأهميته في حياة الإنسان ، وممن ورد ذكره في القرآن:
نوح عليه السلام وصناعته للسفن 0
واشتغال موسى عليه السلام أجيراً يرعى الغنم 0
واشتغال داود عليه السلام بعمل الدروع ولباس الحرب , وكان أول من عمل الدرع من الخلق قال تعالى ): أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ( سورة سبأ آية 11
يقول القرطبي هذه الآية دليل على تعلم أهل الفضل الصنائع , وأن التحرف بها لا ينقص من مناصبهم ، بل ذلك زيادة في فضلهم وفضائلهم إذ يحصل لهم التواضع في أنفسهم ، والاستغناء  عن غيرهم  وكسب الحلال الخالي من الامتنان 0
وكان الرسول r يرعى الغنم وأخبرنا بأن الأنبياء قبله كانوا يرعون الغنم فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال : ( ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم فقال أصحابه وأنت ؟ فقال نعم ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ) البخاري.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( كان آدم حراثاً ، وكان نوح نجاراً وكان داود زراداً ، وكان إدريس خياطاً ، وكان موسى راعياً ) ابن حجر في فتح الباري 4/ 358.
وكان لكل منهم حرفة يعمل فيها ، مع ضخامة مسؤوليته ليكون قدوة لبني قومه وأمته أجمع 0

كيف يكون العمل عبادة :-
الدنيا مزرعة الآخرة ، والمزرعة تحتاج إلى عمل وسعي وجهد ولكن الثمرة الحقيقية إنما تقطف كاملة في الآخرة ، والإسلام وحده يجعل الإنسان يملك أن يعيش لدنياه وهو يعيش لآخرته ، وأن يعمل لله وهو يعمل لمعاشه 0
والصحابة رضوان الله عليهم كان منهم زراع وتجار وصناع متقنون ولم يمنعهم حبهم للرسول r وحرصهم على التزود مما عنده وشحهم على نصيبهم منه من الخروج إلى التجارة والزراعة ، ولم يمنعهم أو يقعدهم إيمانهم بالآخرة من العمل للدنيا ، كيف وقد قال لهم رسول الله r : ( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل) صحيح .
فالعمل يكون عبادة إذا كان مشروعاً في الإسلام وكانت النية الصالحة تصحبه وكان متقناَ لا غش فيه ولا خداع ، ولم يشغل صاحبه عن فروضه الدينية وبهذا يكون سعي المسلم عبادة {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (10) سورة الجمعة.
والأعمال التي يقوم بها الإنسان لمعيشته ، والسعي على نفسه وأهله من أبواب العبادات والقربات إلى الله يثاب عليها في الدنيا والآخرة وإن لم يتعد نفعها دائرته الشخصية والأسرية ، فالإنسان يستطيع أن يجعل عمله لله إذا أخلص النية فيه ، وهدف إلى إعفاف نفسه وإغناء أسرته ، ونفع أمته وعمارة الأرض كما أمره الله تعالى وأدى عمله بإتقان وإحسان والتزم فيه حدود الله ، فإذا راعى المسلم هذه الأمور كان في سعيه عابدا لله 0
وهذا التعريف يقودنا إلى التعرف على ضوابط العمل في الإسلام.

ضوابط العمل في الإسلام :-  

ضوابط تختص بالعمل :-
1-             المشروعية0
2-             جودة العمل وإتقانه 0
3-             تنظيم العمل والوقت0

1-    المشروعية:-
المقصود بالمشروعية هنا : مراعاة الحلال والحرام في كل عمل يقوم به الإنسان 0
والمشروعية من أهم ضوابط العمل في الإسلام ، لأن عليها مدار الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة ، لهذا يجب على كل مسلم مراعاة الحلال والحرام في أعماله كلها ، صغيرها وكبيرها 0
ودائرة الحلال في الإسلام دائرة عريضة واسعة ، ودائرة الحرام محدودة وضيقة ، والأصل في الأشياء الإباحة ، إلا ما جاء الشرع بحظره ومنعه 0
والمسلم مطالب بأن يأكل من حلال ، وإذا أنفق فعليه أن ينفق من طيبات ما كسب ، ولا يتحقق ذلك إلا بأن يكون العمل الذي اختاره ، وعمل فيه مشروعا 0 قد أباحه الإسلام وأحله 0 قال تعالى) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ   (سورة البقرة آية  127
 2ـ جــــودة العمل وإتقانه   :-
 والجودة تعني إتقان الشيء وأداءه على الوجه الأكمل بالصورة المرسومة له  0
وكلمة الجودة تقاربها في المعنى كلمات أخرى مثل الإتقان والإحسان
والإسلام يدعو إلى إتقان العمل ، وإجادته ويرغب فيه ويحث عليه 0 قال تعالى )وأحْسنُوا إنّ اللهَ يُحبْ المُحْسنين ( سورة البقرة 195
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله r (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) حسن (صحيح الجامع )
وقال r { إن الله يحب من العامل إذ عمل أن يحسن } حسنه الألباني في صحيح الجامع.
فالإسلام يحض على إتقان العمل وزيادة الإنتاج ويعد ذلك أمانة ومسؤولية  قال تعالى ) ولتسألن عما كنتم تعملون ( النحل آية 93
فليس المطلوب في الإسلام أن يعمل الإنسان فقط بل أن يحسن العمل ويؤديه باهتمام وإتقان ، وهذا الإحسان والإتقان في العمل ليس فضلا أو تفضلاً أو أمراً هامشياً في نظر الإسلام بل هو فريضة مكتوبة على المسلم قال r :( إن الله كتب الإحسان على كل شىء ) رواه مسلم 0
وقد وعد الله سبحانه وتعالى العامل أن يوفيه أجره إذا ما أحسن وأجاد قال تعالى )إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا ( سورة الكهف ايه 30 .
ولإتقان العمل لابد للعامل أن يراعي الجوانب التالية :
1 ـ أن يختار العمل الذي يستطيع أداءه بكفاءة ومقدرة فالعاجز عن أداء عمل معين أو غير متمكن من أدائه لسبب أو لآخر لا ينبغي له طلبه والكفاءة والمقدرة من أسباب إتقان العمل قال تعالى )إِنَّ خَيْرَمَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ (سورة القصص آية 26 ، والخيرية هنا جاءت بسبب قوته وأمانته0
2 ـ أن يعرف العامل مستلزمات العمل ومتطلباته ليتمكن من حسن الأداء ولقد وصف يوسف عليه السلام نفسه بالحفظ والعلم في قوله تعالى حكاية عنه )قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (سورة يوسف 55
     وهو من التأهيل ليتولى خزانة الأرض ليكون أتقن للعمل 0
 3 ـ ومن أسباب إتقان العمل حسن رعايته والشعور بالمسؤولية تجاهه والسعي إلى ترقيته وتطويره ، فالمسلم لا يكتفي بمجرد إنجاز العمل بل يهمه أن يجوده ويتقنه ويبذل جهده لإحسانه وإحكامه لاعتقاده الجازم بأن الله يراقبه في عمله ويراه في مصنعه أو مكتبه أو في أي حال من أحواله0 ويطمئن إلى العاقبة حيث قال تعالى:
)هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ ( سورة الرحمن 60



تنظيم العمل والوقت :-
تنظيم العمل والوقت من الضوابط المهمة في إنجاح العمل وسرعة إنجازه.
والمؤمن أعمق الناس إحساساً بقيمة الوقت ، لأنه يعلم أن الوقت نعمة يجب أن تشكر بالانتفاع بها ، ولا تكفر بالتفريط فيها 0
 وقد اهتمت السنة النبوية بقيمة الوقت أيما اهتمام واعتبرت المرء مسؤولاً عنه أمام الله يوم القيامة0فعن  ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيما فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه ) صحيح – صحيح الترمذي 0
والإسلام يرى أن وقت الفراغ نعمة عظيمة ومنحة كبرى من الله سبحانه وتعالى ولا يستفيد من تلك النعمة إلا الموفقون من الناس وكثير منهم مغبون فيها فعن ابن عباس
رضي الله عنه قال : قال رسول الله r : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) البخاري
ويقول ابن عباس رضي الله عنه ( إني لأكره أن أرى الرجل فارغا لا في أمر دنياه ولا في أمر آخرته).
والوقت في حياة المسلم له أهمية كبيرة إذ ترتبط  العبادات بالأوقات فلكل عبادة وقتها لا يجوز أداء العبادة قبل وقتها ، وهذا من شأنه أن يوقظ في الإنسان الوعي ، والانتباه إلى أهمية الوقت إذ هو عمر الإنسان ورأس ماله في هذه الحياة.
فالصلوات والصيام والحج والزكاة كلها محددة بأوقات دقيقة .
  وقد كان السلف رضوان الله عليهم ، أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها وكانوا يحرصون على ألا يمر يوم أو بعض يوم أو برهة من الزمان دون أن يتزودوا منها بعلم نافع   أو عمل صالح ، أو مجاهدة للنفس ، أو إسداء نفع إلى الغير حتى لا تتسرب الأعمار وهم لايشعرون0
وفي المقابل فإن من معوقات الاستفادة من الأوقات داخل العمل، كثرة القيل والقال، وفضول الكلام، والخوض فيما لا يعني، وهو مخالف للتوجيهات القرآنية، قال تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (114) سورة النساء
وفيها توجيه للمؤمنين أن يكون كلامهم هادفاً، إذ كثرة الكلام قد ينشأ عنها إيذاء للآخرين في مجال العمل، وقد تتطور إلى السب والهمز واللمز. وقد تشتمل على أمور منافية لآداب المعاملة، مثل النجوى وهي الكلام الخافت والهامس بين اثنين أو الغيبة والنميمة وسوء الظن بالآخرين، مما يؤدي إلى إيغار الصدور، وقطع العلاقات، وزرع لبذور الفتنة والشقاق، وسبيل إلى المنازعات والمشاحنات التي قد تنتهي بأوخم العواقب وأسوأ النتائج، فتتفكك عرى المحبة، ويحل الفساد محل الصلاح، والخصام محل الوئام، فتسوء الأحوال وتضطرب الأعمال. وتصبح بيئة العمل غير محفزة وغير مناسبة للعمل والإنتاج. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (12) سورة الحجرات.
والهدف من هذه التوجيهات بناء العلاقات الاجتماعية في بيئة العمل وغيرها على أسس من المودة والإخاء والنصيحة، وشغل الأوقات بالإيجابيات النافعة وصون المجتمع عن السلبيات المبددة.
 واستثمار الوقت من مقومات العمل في الإسلام وعامل من عوامل نجاحه فعلى العامل ضرورة استغلال وقت العمل بالكامل في الإنتاج دون النظر إلى معاملة الرؤساء أو الزملاء ، أو إلى ظروف العمل غير الملائمة ، لأن المكافئ والمجازي الأول هو الله سبحانه وتعالى على كل عمل يقوم به العامل قبل مجازاة صاحب العمل.
ضوابط تتعلق بالعامل :-
1.             الإخلاص
2.             المراقبة
3.             استشعار المسؤولية.
4.             علو الهمة.
5.             الإيجابية.
الإخلاص في العمل :-
 فإخلاص العمل لله هو أساس القبول ويكون باستحضار النية وتجريدها من كل الشوائب والرغبات وإخلاصها لله في كل عمل حتى يحوز القبول عند الله 0
وللإخلاص ثمرات طيبة في نفس الإنسان ومن أهم هذه الثمرات 0
السكينة النفسية :- 
الإخلاص يمنح صاحبه سكينة نفسية وطمأنينة قلبية ، تجعله منشرح الصدر ، مستريح الفؤاد ، قد اجتمع قلبه على غاية واحدة ، هي رضا الله ـ عزوجل ـ وانحصرت همومه في هم واحد ، هو سلوك الطريق الذي يوصله إلى مرضاة الله 0
الاستمرار في العمل : -
الإخلاص يمد العامل بقوة الاستمرار في العمل ، لأن الذي يعمل للناس أو يعمل أملاً في المنصب أو الشهرة يتراخى ويتثاقل إذا لاح له أن أمله بعيد المنال ، أما الذي يعمل لله فلا يتهاون أبداً لأن الذي يعمل له لا يغيب ولا يزول  قال تعالى )وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (النمل 93
ولهذا قيل ( ما كان لله دام واتصل ، وما كان لغير الله انقطع وانفصل )
المراقبة :- 
يقول ابن القيم رحمه الله في معناها ( المراقبة دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه ، فاستدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه وتعالى رقيب عليه ناظر إليه ، سامع لقوله وهو مطلع على عمله كل وقت ، وكل لحظة ، وكل نفس ، وكل طرفة عين ) 0
وتنبع هذه الرقابة الذاتية على نفسه وعمله من إيمانه بالله تعالى ، ومخافته من خالقه ، واستشعاره تقوى الله ورهبته ، وأن الله مطلع عليه مراقب له ، يعلم سره ونجواه وخفايا نفسه ، يحاسبه على عمله إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، وقد يجعل له المثوبة على العمل الحسن والعقوبة على العمل السيء في الدنيا قبل الآخرة0
قال تعالى ) وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ( سورة البقرة آية 235
والإسلام يدعو إلى مراقبة الله عز وجل في كل شأن من شؤون الحياة.
فواعظ الإيمان في قلب كل مسلم يحاسبه ويسدده ، ويرغبه في مرضاة الله وجنته إن أحسن ، وينذره ويخوفه سخط الله إن هو أهمل أو ضيع  0
تعالى : ) وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ( سورة البقرة آية 197
استشعار المسؤولية:
المسؤولية في الإسلام عامة، تشمل جميع الأفراد حيث يدخلون جميعاً في قوله r: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) رواه البخاري ومسلم. ومسؤولية العمل تكمن في أداء ما استرعانا الله عليه {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (72) سورة الأحزاب


ومن مظاهر التهرب من المسؤولية:
أ/ التخاذل: بكثرة الاعتذار أو بالتماس المسوغات، أو بالاحتجاج بكثرة المشاغل أو عدم القناعة من جدوى ذلك العمل وهكذا أمام كثير من المسؤوليات.
ب/ التخذيل: وهو أشد مما قبله، فتجد من الناس من لا يقدم شيئاً يذكر ولا يكتفي بذلك إنما تجده مخذلاً لمن أراد العمل والبذل وذلك بالإرجاف والتخويف والتحذير و لهم نصيب من قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } (37) سورة النساء.
ج/ التهوين: وذلك بتهوين الأمور أكثر من اللازم، فمن الناس من إذا طلب منه مشاركة في أي باب من أبواب الخير تجده يهون الأمر ويقول أن الأمر مبالغ فيه وأنه لا يحتاج إلى كل هذه الجهود فلا داعي لعمل شيء.
د/ التهويل: تعسير الأمور وتهويلها بإدعاء أن التوصل لحل تلك المشكلة أمر كبير، وأنه لا يمكننا التوصل إليه إلا بجهود جبارة ليست بالإمكان ولا بالوسع وتضيع الحقيقة بين التهوين والتهويل.
هـ/ التواضع الكاذب: هناك من يعطيه الله علماً فلا يحرص على نشره، أو قدرة على التغيير والتأثير فيضن بجهده. وليست المشكلة في تهربه فحسب إنما تجده يتذرع بالتواضع الكاذب ويقول: الله المستعان أنا لست أهلاً لذلك.
المصيبة العظمى ألا يقدم المرء شيئاً يذكر بحجة التواضع ومع ذلك فهو يحتقر كل من يعمل ويرى أنهم ليسوا أهلاً لشيء و لسان حاله يقول: " أن هذه الأعمال لا يصلح لها غيري ومع ذلك فلن أقوم بها"
علو الهمة:
الهمة هي الباعث على الفعل، وتوصف بعلوٍ أو سفول، وهي استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور. " محمد الخضر حسين"
والعامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن. والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب. أي قيمة المرء همته ومطلبه.
والهمة طليعة الأعمال ومقدمتها، قال أحد الصالحين: همتك فاحفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها، صلح له ما وراء ذلك من الأعمال" بصائر تربوية.
وهمة المؤمن أبلغ من عمله قال r: " من همّ بحسنةٍ، فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة" رواه البخاري.
وعالي الهمة منطلق بثقة وقوة وإقدام نحو غايته التي حددها على بصيرة وعلم فيستهين الصعاب ولا يستفزه لوم اللائمين، ولا تثبيط القاعدين، يتحرى الفضائل، لا للذة، ولا لثروة، ولا لاستعلاء على الآخرين. بل يتحرى مصالح العباد شاكراً بذلك نعمة الله، وطالباً مرضاته.
وبذلك تتوحد همته، ويتحقق مطلوبة، يقول r: " من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمه" الألباني " السلسلة الصحيحة"
وعالي الهمة يعلم أنه إذا لم يزد شيئاً في الدنيا فسوف يكون زائداً عليها، ومن ثم فهو لا يرضى بأن يحتل هامش الحياة، بل لا بد أن يكون في صلبها ومتنها عضواً مؤثراً.
يرفع همم من حوله، وينأى بهم عن تلمس المعايب، والتركيز على المثالب، سواء كان ذلك فيما يتعلق بأنظمة العمل أو الزملاء أو الرؤساء، لأنه يعلم يقيناً أن في هذا تثبيطاً للهمم، وبثاً لروح التسخط والتذمر، والتي تؤثر سلباً على سير العمل وأخلاقياته، وعلى الإنتاج وثمراته.
وهي شخصية منجزة، قوية، طموحة، وثابة. قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: " إن لي نفساً تواقة، لم تزل تتوق إلى الإمارة، فلما نلتها تاقت إلى الخلافة، فلما نلتها تاقت إلى الجنة"
وعلو الهمة يجعل صاحبه يبادر ويبادىء في أقسى الظروف حماية لهمته أن تهمد، واستثماراً لكل فرصة متاحة. وفي رسولنا r أسوة حسنة، فإنه لما خرج مهاجراً مع أبو بكر t إلى المدينة لقي في طريق الهجرة بريدة الأسلمي في ركب من قومه فيما بين مكة والمدينة، فدعاهم إلى الإسلام وأسلموا، ومثل ذلك فعل يوسف عليه السلام باستثمار الفرصة حين اغتنم سؤال السجينين عن رؤياهما ليبث إليهما دعوة التوحيد: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } (39) سورة يوسف.
 الإيجابية:
يمكن تحديد مفهومها بأنها " حالة نفسية سلوكية تكسب المرء نظرة تفاؤلية خيرية إلى الأفراد والمجتمعات وتحمله على أداء مسئولياته الشرعية والأدبية "
وهي: تستند إلى فكر عميق ينظر إلى الحياة على أنها فرصة لعمارتها والقيام بمهمة الاستخلاف على هذه الأرض كما أراد الله سبحانه وتعالى.
والإيجابية لدى المسلم لها منطلقاتها وأسسها المستمدة من فهم كتاب الله سبحانه وسيرة الرسول الأكرم.
و هذه الأسس هي:
• الاعتقاد الجازم بأن الأمر كله لله وأن مهمة العبد هي الأخذ بكل الأسباب المؤدية إلى النجاح في الحياة. وهذا الاعتقاد لو ترسخ في ذهن المسلم وأصبح عقيدة راسخة لديه لا ريب فيها، فإنه سيكون إنساناً نافعاً لنفسه وأسرته ومجتمعه و الناس أجمعين. فهو يعلم أن فعل الخير له مردوده عند الله وعند الناس {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} (7) سورة الزلزلة
وفعل الخير تجاوز للأنانية والشح و السلبية مهما كان هذا الخير ضئيلاً وبسيطا في نظر الناس. فالرسول الكريم يقول " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق". الجامع الصغير
كما أن اليأس و السلبية تتعارضان مع عقيدة التوحيد. فقد واجه الرسول الكريم قريشاً وظلمها وبطشها دون تردد أو تراجع، فالمؤمن يعلم أن الابتلاء و المحن سنة من سنن الله ولا تتخلف أبداً.
ومن الأسس أن بناء الحياة وعمارة الأرض ليست أمراً اختيارياً بل مطلب رباني. فعندما يغرس المسلم غرساً أو يفعل خيراً قد لا يراه فإنه يعلن صراحة ثقته بجزاء الله سبحانه وتعالى على فعل الخير.
فالحياة اليوم بحاجة إلى أصحاب عقول وبصيرة. تحتاج إلى المتمكن من المهارات التي تعينه على النجاح. تحتاج إلى المبادر الذي يفكر ويتأمل ويتدبر أحوال الناس و يدرس قضاياهم ويبدع حلولاً لمشاكلهم.
لذلك فإن المحافظة على الصحة النفسية و العقلية من الدمار فرض عين. فقد نهى الله سبحانه وتعالى عن كل ما يضر الإنسان في بدنه وعقله ونفسه. ونهانا عن التطير و التشاؤم وكذلك البحث عن الحلول لأمراضنا عند الكهنة و العرافين وأمرنا بالتداوي مع التوكل على الله لأنه سبحانه مع المتوكلين {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} (58) سورة الفرقان.
ومن الأسس أن يعرف المسلم كيف يرتب أولوياته في الحياة.
والإيجابية أن يعيش المرء حياته المهنية باحثاً ومتعلماً و متدرباً "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" حسن " صحيح الجامع"
 ومن أعلى صور الإيجابية حسن الخلق من خلال التواصل بحسن التعامل مع الخلق لأن ذلك من صميم ديننا وعقيدتنا "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلق" الألباني " صحيح الترغيب"
فبناء روح الثقة والتعاون وتنمية مهارات التواصل وحسن التعامل بين العاملين في بيئة عمل واحدة، له عظيم الأثر في التركيز على فعالية الأداء والتخطيط ووضع الأهداف ويعطي المزيد من الشفافية والوضوح في مواجهة القضايا والمشكلات، ويؤدي إلى الاستخدام الأمثل للموارد والإمكانات المتاحة بما يحقق كفاءة الأداء. كما يهيئ البيئة المناسبة لتحسين الخدمات والمنتجات التي يقدمها العمل.
لا سيما إذا كانت بيئة العمل تتعلق بالميدان التربوي، وما يواجهه المربون من تحديات مختلفة في تربية النشء، منها الاستخدام السلبي للتقنيات ووسائل الإعلام والإهمال الأسري. وازدياد الشكوى والتذمر بين ذوي الشأن، والعاملين في الميدان التربوي وضعف الولاء والالتزام وضعف روح المبادرة والإبداع مع عدم تقبل التغيير في إجراءات العمل أو إدخال التقنيات الجديدة، وهذا يجعل الحاجة ماسة إلى بناء فرق العمل وإلى العمل الجماعي الذي يعتبر القوة الحقيقية التي يعتمد عليها في حسن استخدام الطاقات وزيادة الإنتاج وإتقانه، وحجر الزاوية في التطوير والتقدم.
وختاماً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والرزق الواسع وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اهمية السياحة البيئية في مصر وكيفية تنميتها

الموصفات الحديثة للملابس الداخلية

عيد اسيوط القومى