الزواج المبكر للإناث من السمات الإجتماعية والثقافية المميزة للريف المصرى والأماكن غير الحضرية خاصة والتى يعلم بحدودها وإنتشارها الجميع دونما الحاجة إلى إحصائيات وأرقام فزواج الفتيات أقل من السن القانونى نراه من خلال مدخل العلاج الأسرى توطأ كامل بين جميع الأنساق الأتية من الأب والمأذون والزوج ومن الناحية الثانية فى ظل تجاهل عام من أهل القرية أو المنطقة ومن الناحية الثالثة إنما هو نوع من العنف المجتمعى الذى يمارس ضد الفتيات القاصرات خاصة أنهن لا يكن من الناحية الواقعية (جسدياً ونفسياً) مؤهلات لإتمام الزواج وتحمل أعباءة الصحية من إنجاب مبكر متلاحق كما أنهن غير مؤهلات لتحمل أعباءهة الواقعية من خدمة الزوج ورعاية الأطفال وإنجاز الأعمال المنزلية .... إلخ. ونوضح هنا بعض البلدان المختلفة التى يكون فيها الزواج المبكر بنسب كبيرة وذلك للفتيات التى يتزوجن أقل من سن 18 سنة ففى النيجر يوجد الزواج المبكر بنسبة 76% وفى نيبال بنسبة 60% وفى افغانستان بنسبة 54% وفى جمهورية الكونغو الديمقراطية بنسبة 74% وفى الهند بنسبة 50%وكل هذه النسب نسب عالية جداً وتشكل خطر على مجتمعاتها

2- إحصائيات عن الزواج المبكر ([1])

أن من يتزوجن صغيرات السن أكثر من الرجال بحسب الإحصائية التي أشارت إليها د.نجاة صائم في بحثها عن الزواج المبكر حيث يشكل نسبة {48%} من إجمالي الفتيات العمرية من {13_18} سنة منهن قد تزوج أكثر من مرة وهذا يثير الجدل حول الزواج المبكر ، الذي يجعل الفتاة غير مستقرة لا نفسياً ولا عاطفياً ولا اجتماعياً ، ومما يعرض للطلاق والتعسف من قبل الأزواج .
وتشير الأرقام أيضا أن هناك مشاكل اجتماعية مختلفة عرقلت سير ذلك الزواج ، ومن أهمها عدم النضج الجسمي ،والعاطفي للنساء ، وعدم استقرار شهواتهم من ناحية العلاقة الزوجية
وأن النساء أكثر عرضة للزواج المبكر من الرجال للاعتبارات التالية ...
*- تشجيع المجتمع لرجل على التعليم فيجعل سن الزواج متأخر نوعاً ما لديهم
*-
لا يوجد غضاضة في تأخير سن الزواج للرجل لعدم محدودية القدرة الإنجابية لديه
*-
يفضل المجتمع الزواج المبكر للمرأة لأن المرأة لها عمرها الإنجابي الذي يبدأ من {15_45}\سنة من الناحية الفسيولوجية يمكن القول أن المرأة هي الضحية في حالات الزواج المبكر حيث تستهلك صحتها ونضارتها لما تتعرض له من تكرار فرصة الحمل في السن الصغير وما قد يؤدى إليه من مضاعفات



3- مفهوم الزواج المبكر

ان المعنى الحقيقى للزواج المبكر من الناحية الطبية والعلمية هو الزواج قبل البلوغ فبالنسبة للفتاة الزواج المبكر هو زواجها قبل الحيض. وأما تسمية من تتزوج قبل الثامنة عشر بأنة زواج مبكر فهذا لا يستند إلى قاعدة علمية أو قاعدة شرعية فأمر الزواج مربوط بالبلوغ والبلوغ عند الفتاة هو الفترة الزمنية التى تتحول فيها الفتاة من طفلة إلى بالغة وخلال هذه الفترة تحدث تغيرات فسيولوجية وسيكولوجية عديدة والبلوغ ليس بحدث طارئ وإنما هو فترة من الزمان قد تتراوح ما بين سنتين وست سنين ويرتبط بعوامل جينية أى وراثية وعوامل معيشية وصحية وفى أخر هذه الفترة يحدث الحيض وعندها تصبح الفتاة بالغة.
وقال تعالى "وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم" ([2])
وقال رسول الله (صلى الله علية وسلم) "وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى" رواه البخارى.

4- اسباب الزواج المبكر:-([3])


وهى ترجع إلى أسباب وإعتبارات إجتماعية وثقافية ودينية ومنها:-
1.      الحفاظ على عفة الإناث والذكور.
2.      تقوية أو أصر النسب والعلاقات القرابية.
3.      مراعات بعض المصالح المرتبطة بالأطراف المختلفة الداخلية فى هذه العلاقات.

أسباب أخرى لهذا الزواج:- ([4])

1.      زواج الأقارب
2.      زواج الأسر الغنية
3.      الزواج المبكر الجاهلى
4.      زواج الأسر الفقيرة

5- العوامل التى تؤدى للزواج المبكر:-

العامل الاقتصادي:

أدت الظروف الاقتصادية إلى تكريس هذه الظاهرة ولذلك فإن المجتمع الفلسطيني مجتمع زراعي وان كانت هدفها الاكتفاء الذاتي فالارض بالنسبة للمزارع كل شيء في حياته مرتبط بها يعشقها ويعرف عنها كل شيء كما يعرف جسده أنها وطنه وتراثه والأمثل الشعبية تعبر عن هذا الارتباط كقولهم (اللي ماله جذور يموت قهر ) بمعنى أن من ليس له اربتاط بالارض يموت قهرا والأرض بحاجة لمن يرعاه ويعتني بها ويزرعها والفلاح الفقير لا يملك المال الكافي لاستئجار عمال يساعدونه في عمله لذلك كان الأولاد هم قوة العمل الوحيد بدون أجر فكانت ضرورة العمل تقتضي انجاب عدد كبير من الاولاد لسد هذه الحاجة وهناك مثل يؤكد اعتماد الفلاح الصغير على نظام الأسرة في مجمل حياته (اللي ثورة من بقرته وحراثه أبن مرته تجارته كلها ربح) ويتعتبر الزواج المبكر أحد مفرزات فلسفـته في الحياة حيث يـتراوح سن الزواج للانثى بين 12-14 سنة والذكور بين 14-16 سنة ويستحسن ان لا يتاخر عن ذلك .

العامل الاجتماعي:

كان الأباء يقدمون على تزويج أبنائهم في مراحل مبكرة رغبة في انجاب الذكور حيث كان للذكور منزلة مختلفة عن الانثى باعتباره أنه يسند اهله ويقف معهم حتى النهاية بينما الانثى مصيرها للزواج ويتجلى عن ذلك من خلال قولهم (لما قالولي غلام أنسند ظهري وقام) وقولهم عند انجاب الانثى (لما قالولي بنيه أنهد الحيط علي) وهناك اعتبارات اجتماعية اخرى للعائلة او الحمولة الكبيرة كالعزوه والمفخرة فالفرد الذي ينتمي إلى العائلة الكبيرة يشعر بالكفاية والأمن ولا يسمح من خلال هذا الترابط لأي غريب أن يتسلل إلى حياته أو بيئته محترما كل الشعائر والتقاليد في عدم السماح بتسريب الأرض خارج الاسرة أو الحامولة على الأقل بالوراثه أو البيع والزواج قسرا
من بنات الأعمام والأخوال لذلك عندما نعرض زواج الفلاحين يجب أن تعمق في واقع هذا الفلاح البسيط الواقع الذي يعكس مدى تمسكه بأرضه وخوفه عليها من الضياع وغياب النسل هو ضياع الأرض عن الفلاح في المحصلة أضافة إلى ذلك هناك أسباب أخرى للزواج المبكر يكمن في الطبيعة المحافظة للفلاحين فيما يتعلق بمسائل العرض والشرف والحلال والحرام لذلك فعندما يصل كل من الفتى والفتاة سن البلوغ يسرع الأهل في تزويجهم وطبعا يعود ذلك لحماية ابنائهم من الزلل فالولد في هذا السن يري أن يكشف الغموض الذي يحيط بعالم الجنس والذي يحيطه مجتمعنا بها بهالة من السرية والتكتم والخوف فليس هنالك أي منفذ للخروج والتنفيس عن هذا الكبت إلا الزواج وكذلك الحال بالنسبة للفتاة فزواجها مبكرا يضمن عدم زللها والحفاظ على شرفها فيقولون (سترة البنت جيزتها) وخوفا من أن تبقى عانس حيث ينظر للفتاة العانس نظرة سخرية واحتقار إذ من النادر ان تبقي القروية بدون زواج وهذا يتضح من أغاني النساء عند الزفاف (الله يجيره فلان اطلب عروس وما استحى) فزواج الأبن مطلب غالي ومجلبه للفرح عند الجميع .

دور الدين:
يلعب الدين دور بارز في ظاهرة الزواج المبكر اذ كلما اقترب الانسان من البداهة والعمل بالارض كلما زاد اعتماده على الله وتمسكه بدينة وهناك دعوة في الدين الاسلامي في الكتاب والسنة تشجع على الزواج ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام(تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) وقد اعتبره المجتمع المتدين حضا على الزواج المبكر كما حدد الدين الاسلامي السن الأنسب لزواج الفتى 18 عام والفتاة 16 عاما.

6- فوائد الزواج المبكر:-[5]

الزواج المبكر له فوائد عظيمه من الناحيه النفسيه والدينيه:
اولا: يشبع غريزة الشباب الجنسيه ان كان شاب او بنت فيبعدهم عن الزنا الذي هوه منتشر في الدول الغربيه اكثر من الدول العربيه وخاصه الاسلاميه.
ثانيا: يكون هنالك فتره جيده لانجاب الاطفال وتفادي الامراض التي ممكن ان تلحق الشاب او البنت في سن متاخر على سبيل المثال ممكن مع مرور العمر بالشاب عدم القدره على التواصل الجنسي مع الطرف الاخر او عدم القدره على الانجاب لقلة الحيوانات المنويه.
ثالثا: لها تاثير نفسي قوي بتحمل الشباب السؤليه مبكرا والابتعاد عن اللهو وهي راحه نفسيه بوجود شخص اخر يدخل حياتك تبادله الاراء والافكار وتحمله مشاكلك. غير انه تستطيع تربية ابنك بعقلانيه وتفهم ارائه.
7- الآثار المترتبة على الزواج المبكر[6]

الآثار المترتبة على الزوجين:-
عدم القدرة على الإنجاب أو إنجاب أطفال مشوهون أو الإنجاب بصورة متكررة ومستمرة مما يجعل الوالدان يتهربان من مسؤولية تربية الأبناء
الزواج المبكر يؤدي إلى وفاة الأم المراهقة أو وفاة الأطفال أوكليهما
كثرة الإنجاب يرهق المرأة ويسبب لها العديد من الأمراض ومن هذه الأمراض المنتشرة سرطان الثدي ، وسرطان الرحم والتهاب المبيض.
الزواج في سن مبكر قد يكون مبني على جهل من الشاب أو الفتاة أو كليهما في الأمور الزوجية مما يضعف لديهم الرغبة الجنسية أو ممارسة الجنس بصورة خاطئة
زواج الجامعيين بالمراهقات يجعل فرق كبير في مستوى عقليهما مما يؤدي إلى حدوث خلافات مستمرة
أغلب حالات الطلاق في قطاع غزة وجدت بين المتزوجين في سن مبكر
نشوء حالات نفسية لدى الفتيات والفتيان

الآثار المترتبة على المجتمع :-
1- الآثار الاجتماعية:

انخفاض مستوى العلم في المجتمع ، وعدم قدرة الوالدين على التربية السليمة لأبنائهم ، ويؤدي إلى نشوء حالات شاذة عند الأطفال مثل : عزلتهم بأنفسهم أو استخدامهم العنف مع زملائهم ، وكما يؤدي أيضا لعمالة الأطفال وانتشار الطلاق
2- الآثار الاقتصادية:
الإنجاب المستمر أو إنجاب أطفال مشوهين يجعل الدولة بحاجة من ذخائر لسد حاجات المجتمع وتوفير المراكز الجيدة للأطفال المشوهين ، ويمكن أن يحدث انفجار سكاني يدهور الاقتصاد الدولي


3- الآثار القانونية
:يعد الزواج المبكر اختراقاً للقوانين الموضوعة ، وكما أن المادتين {6 و7} السالفة الذكر، أنها التفتت إلى جانب واحد وهو الاكتمال الجسدي ولم تلتفت للاكتمال العقلي والعاطفي مما جعل الجميع يعلو على القانون.

4- الآثار الصحية
:وجود العديد من الأمراض السالفة الذكر في قطاع غزة كما تعدد حالات الوفيات من الأطفال أو الأمهات المراهقات وإنجاب المشوهين مما يتطلب أطباء متخصصين
هي الآثار التي تلم بالفتاة أو الفتى لعدم قدرتهم على الإلهام بواجباتهم ومسؤولياتهم مما يسعى بهم إلى الهروب من هذه المسؤولية وهذا ما ينعكس أيضاً على نفسيات الأطفال




ثانياً الزواج المبكر فى المجتمعات المختلفة:-

1- رأي القانون في الزواج المبكر[7]


أما الباحث القانوني المحامي غازي عليوي فتحدث عن رأي القانون في الزواج المبكر قائلاً:‏
إن مجتمعنا العربي لديه رغبة في الزواج المبكر وهذا الأمر يكون في مرحلة معينة من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية, وأخيراً تغيرت النظرة إلى الزواج المبكر نتيجة التطورات الحياتية والمعاشية والثقافية حتى أقلع كثير من الشباب عن هذا الزواج وأصبح الوعي والنضوج أكثر, فالزوجة الصغيرة تحتاج إلى معرفة من أجل استمرار الحياة الزوجية في سيرها الأصولي والشرعي والقانوني, حتى أن أبي حنيفة جعل سن الزواج للفتاة السابعة عشرة وللفتى سن الثامنة عشرة, ومن هذا الرأي أخذ قانون الأحوال الشخصية السوري المطبق حالياً, حيث جاء في المادة /16/ منه "تكتمل أهلية الزواج في الفتى بتمام الثامنة عشرة وفي الفتاة بتمام السابعة عشرة من العمر", وجاء في المادة 18 من القانون ذاته " إذا ادعى المراهق البلوغ بعد إكماله الخامسة عشرة أو المراهقة بعد اكتمالها الثالثة عشرة وطلبا الزواج يأذن به القاضي إذا تبيّن له صدق دعواهما واحتمال جسميهما" وجاء في المادة /20/ منه " إذا كان الخاطبان غير متناسبين سنّاً, ولم تكن مصلحة في هذا الزواج فللقاضي ألاّ يأذن به"‏
وباعتبار أن القانون حدّد سن الزواج للموافقة عليه وتسجيله في القيود الرسمية, وترك للناس الطريقة المقبولة والموضوعية والأصولية في تزويج بناتهم, فإن حالاته السلبية أكثر من إيجابياته سواء للفتاة أو للفتى, حيث أن نمو الجسم لم يكتمل بعد, وعلى الأهل عدم تزويج بناتهم في سن مبكرة لأن الزواج له رسالة خاصة مقدّسة للنسل والحياة المشتركة, وهذا لا يكون إلاّ في الفتيان والفتيات ممن لديهم الأهلية والعقل والبلوغ



[1] ) http://forum.alfnnan.org/showthread.php?t=126232
[2] ) سورة النساء أيه 3.
[3] ) علياء شكرى:- المرآة فى الريف والحضر، الأسكندرية، دار المعرفة الجامعة، سنة 1988، ص 156.
[4]http://209.85.129.132/search?q=cache:IoKEFSEDWpEJ:www.nesasy.org/content/view/1132/99/+%D9%85%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%B5%D9%88%D8%AF+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D9%83%D8%B1&cd=1&hl=ar&ct=clnk&gl=eg
[5] ) http://209http://fedaa.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=41235937320091025162039

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عيد اسيوط القومى

اهمية السياحة البيئية في مصر وكيفية تنميتها

انواع المناشير واستخدماتها